الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

من قصص أصحاب الأيادي العليا ( الكيس المفقود )

قصة جميلة يرويها
الطبري رحمه الله تعالى :
من أعجب القصص والروايات

ﻗﺎ ﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻯ :
ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ،

ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ  ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻓﻤﻦ ﺭﺩﻩ ﺇﻟي ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﺃﻋﺘﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ.

ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :

ﻳﺎ ﺧﺮاﺳﺎﻧﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺞ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﻣﻮﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ، ﻓﻠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻟﻮ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻚ ، ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ، ﻭﻣﺎﻻ ﺣﻼﻻ .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ : ﻓﻤﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﻠﻮﺍﻧﻪ ؟
ﻛﻢ ﻳﺮﻳﺪ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻋﺸﺮ ﺍﻷﻟﻒ .

ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺽ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻰ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻨي ﺃﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ، ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻯ : ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻳﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻳﺴﻴﺮ ، ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻇﻨﻨﺖ،ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ
ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻟﺒﻴﻚ ﺃﺑﺎ ﻏﻴﺎﺙ .
ﻗﺎﻝ : ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ
ﻟﻮﺍﺟﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻋﻄﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻓﺄﺑﻰ ﻭﻓﻮﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ ؟ ﻻ ﺑﺪلي ﻣﻦ ﺭﺩﻩ ، ﺇني ﺃﺧﺎﻑ ﺭﺑﻰ ، ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺫﻧﺒﻲ .

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻌﻚ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ، ﻭﻟﻚ ﺃﺭﺑﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺃﺧﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺃﻣﻲ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺎﺳﻌﻨﺎ ، ﻻ ﺷﺎﺓ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﺮﻋﻰ ، ﺧﺬ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻛﻠﻪ ، ﺃﺷﺒﻌﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺟﻮﻋﻲ , ﻭﺍﻛﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺤﺎﻟﻨﺎ ﺃﻭﻋﻰ ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻌﺎﻣﻚ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ ، ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻳﻨﻚ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ .

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ : ﺃﺁﻛﻞ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑلغها ﻋﻤﺮﻱ ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮي ، ﻭﺃﺳﺘﻮﺟﺐ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒري ، ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻓﻌﻞ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ : ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺳﻤﻌﺖﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻯ .

ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ، ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ، ﻳﺎ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ، ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻠﻴﺮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺧﺮاﺳﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﻧﺼﺤﺘﻚ ، ﻭﺑﻠﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﻀﺮﻉ ، ﻓﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺸﺊ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻤﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺭﺟﻞ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﻬﻼ ﺃﻋﻄيته ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ يكون لهم ﻓﻬﺎ ﺳﺘﺮ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﻛﻔﺎﻑ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ .

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ، ﻭﺃﺣﺘﺴﺐ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ، ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ : ﺛﻢ ﺍﻓﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ، ﻳﺎ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ، ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎﺧﺮاﺳﺎﻧﻲ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ ﺍﻣﻨﺢ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﺛﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺄﺑﻴﺖ ، ﻓﻬﻼ ﻣﻨﺤﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ، ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﺇﺭﺑﺔ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ، ﻭﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﺧﺮ ﺷﺎﺓ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ ، ﻓﻴﺴﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻜﺘﺴﺐ ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺃﻭﻻﺩﻩﻭﻳﺤﺘﺴﺐ .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻰ : ﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻜﻮﻩ ﻟﺮﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﻧﻠﻘﺎﻩ ، ﻭﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .

ﻓﺠﺬﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﺧﺬ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮﻙ ﻭﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻨﺄ ﻟﻲ ﺑﺎﻝ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ .

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ : ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻭﺗﺒﻌﺘﻬﻤﺎ ، ﺣﺘﻰﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻓﻨﺒﺶ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ : ﺧﺬ ﻣﺎﻟﻚ
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔو ﻋﻨﻰ ، ﻭﻳﺮﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ .

ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻰ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻗﺎﻝ :

ﻳﺎﺷﻴﺦ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻙ لي ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ :

ﺃﺧﺮﺝ ﺛﻠﺜﻬﺎ ﻓﻔﺮﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ ، ﻓﺮﺑﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﻬﻨﺎ ﺭﺟﻼ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﻚ ، ﻓﺨﺬها ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚﻓﻴﻪ ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻧﺘﻚ ، ﻭﺻﺒﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﻙ ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺎﻝ .

ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺒﻜﻰ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ، ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ : ﻓﻮﻟﻴﺖ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﻓﻠﺤﻘﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﻏﻴﺎﺙ ﻭﺭﺩﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲاﺟﻠﺲ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺗﺘﺒﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﻴﺮﺑﻮﻋﻲ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻟﻌﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،
ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺪﻳﺔ ﺑﻼ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻧﻔﺲ ، ﻓﺎﻗﺒﻼﻫﺎ ﻭﻻ ﺗﺮﺩﺍﻫﺎ ، ﻓﺘﺮﺩﺍﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻟﺒﺎﺑﺔ ، ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ، ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ ، ﻭﺻﺎﺡ ﺑﺒﻨﺎﺗﻪ ﻭﺍﻷﺧﺘﻴﻦ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻣﻬﺎ ، ﻭﻗﻌﺪ ﻭﺃﻗﻌﺪﻧﻲ ، ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻋﺸﺮﺓ ، ﻓﺤﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ
ﻭﻗﺎﻝ : اﺑﺴﻄﻮﺍ ﺣﺠﻮﺭﻛﻢ ﻓﺒﺴﻄﺖ ﺣﺠﺮﻱ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻦ ﻗﻤﻴﺺ ﻟﻪ ﺣﺠﺮ ﻳﺒﺴﻄﻧﻪ ،
ﻓﻤﺪﻭﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻳﻌﺪ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺇﻟﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻟﻚ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﺣﺘﻰ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺲ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ .

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻯ : ﻓﺪﺧﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﺳﺮﻭﺭ ﻏﻨﺎﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﻰ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ﺇﻧﻚ
ﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ، ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻗﻂ ﻭﻻ ﺃﻣﻠﺘﻪ ، ﻭﺇﻧﻲ ﻷﻧﺼﺤﻚ ﺃﻧﻪ ﺣﻼﻝ ﻓﺎﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﻓﺄﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﺒﺎﻟﻰ ، ﺛﻢ ﺃﺧﻠﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﺛﻢ ﺃﻋﻮﺩ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﻭﻛﺴﻴﺮﺍﺕ ﺧﺒﺰ ، ﺛﻢ ﺃﺧﻠﻊ ﺛﻴﺎﺑﻰ ﻟﺒﻨﺎﺗﻰ ﻓﻴﺼﻠﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ، ﻓﻨﻔﻌﻬﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﺬﻥ ، ﻭﻧﻔﻌﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ، ﻭﺭﺣﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ، ﻭﺃﺿﻌﻒ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻮﻟﺪ ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ : ﻓﻮﺩﻋﺘﻪ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺘﻴﻦ ، ﺃﺗﻘﻮﺕ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﺷﺘﺮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﺃﺳﺎﻓﺮ ﻭﺃﻋﻄﻲ ﺍﻷﺟﺮﺓ ،
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ، ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ، ﻓﻘﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻬﻮﺭ ، ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﻭﺍﻷﺧﺘﺎﻥ ، ﻭﻟﻢ
ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋﻨﻬﻦ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻦ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﻦ ﺑﻤﻠﻮﻙ ﻭﺃﻣﺮﺍﺀ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮ ﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺪﻫﻦ ﻓﻰ ﺍﻵﻓﺎﻕ ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ
ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ، ﻓﻴﺄﻧﺴﻮﻥ ﺑﻲ ﻭﻳﻜﺮﻣﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺎﻫﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ .

قال ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺫﻟﻜﻢ ﻳﻮﻋﻆ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ } ‏[ﺍﻟﻄﻼﻕ : 2/3‏]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق